قلب كتب عليه التالم منذ الولادة كبنت ثانية في عائلة متوسطة الدخل تعلمت منذ الصغر حل مشاكلي بمفردي وتحمل مسؤلية اخطائي فتجرعت طيلة سنين مرارة الاوجاع والاحزان مع بعض محطات الفرح حتى وان كانت للحظات عابرة الا انها ذات قيمة عندي ؛ عند فتاة يزورها الفرح لحظات بتاثير قلبها مرهف الاحساس والعاطفي حد الخيال لكن ماان يعمل عقلها قليلا حتى تفيق من حالة الفرح المؤقة وتعود من جديد لآلامها وجراحها التي صارت رفيقة دربها . هذه الفتاة وبسبب تحملها مسؤوليتها منذ صغرها لم تثق باحد ولم يكن احد مخزن اسرارها لهذا لا احد يعرف تفاصيل حياتها بل حتى العناوين الكبرى لمحطاتها.هي هكذا صندوق مغلق مظلم . كبرت هذه الفتاة الصغيرة وكبرت معها مشاكلها واحزانها وامتلأ قلبها واصبح لا بد لها من تعبر عن آلامها لتفرغ بذلك كاس دموع ماساتها، لكن لمن ؟ بمن تثق هذه الفتاة التي تعودت التقوقع على ذاتها ومدواة نداباتها بمفردها؟ من يكون هذا الشخص الذي يستطيع انقاذ روح طال عذابها؟ وامام الكم الهائل من الاحزان والبحث المتواصل عن منقذ يفهم المشاعر المرهفة لهذه الفتاة التي وان ارتفع مستوى وعيها وتضخمت مشاكلها الا ان قلبها مازال ذاك الذي اصطحبها طيلة سنوات طفولتها، لتعيش بقلب طفلة صغيرة مرحة وبعقل بالغ واع ما يزيد ضرورة من صعوبة حياتها وتعقيداتها . هذه الفتاة بلغت اليوم سن الثانية والعشرين ، سن اكملت معه مراحل دراستها او اهمها على الاقل لكن هذا الانجاز لم يكن كفيلا باخراجها من حالة الحزن التي تعيشها رغم طول انتظارها له . مع هذا السن عاشت هذه الفتاة عدة تجارب تتخللها احداث متنوعة ومختلفة ترك كل منها اثرا بها لا يمكن ان تمحوه الايام بل سيحفر في ذاكرتها ولكن ليس كالعادة لن تبقى هذه الندبات سرا بينها وبين نفسها بل انها ستكون سرها المشترك بينها وبين اجزاء من روحها عرفتهم في حياتها بمنظقة غير تلك التي نشات وترعرعت فيها فكانوا لها المتنفس عن ضيق سنين العمر والملجا في اوقات الشدة . ومع سنتها الثانية والعشرين وجدت فتاتنا المسكينة من ينتشلها من كآبتها ليخرج بها الى المعنى الحقيقي للحياة ذاك الذي تكتشفه مع اناس لا تربطك بهم روابط دموية بل روابط روحية اعتى واقوى من المسافات والايام . ومن الآن فصاعدا ومهما تعددت المشاكل وتداخلت من مختلف الانحاء فان لهذه الفتاة سورا متينا يحميها ويقف عائقا امام مجرد المساس ولو قليلا من سعادتها التي تتحقق وتستمر بوجودهم حولها في كل لحظات حياتها.
تاريخ النشر
آخر تحديث